لوكنت في مدريد في رأس السنة
كنا سهرنا وحدنا
في حانة صغيرة
ليس بها سوانا
تبحث في ظلامها عن بعضها يدانا ..
كنا شربنا الخمر في اوعية الخشب
كنا اخترعنا – ربما – جزيرة
أحجارها من الذهب
أشجارها من الذهب
تتوجين فيها اميرة ..
لوكنت في مدريد في رأس السنة
كنا رأينا كيف في اسبانيا ..
أيتها الصديقة الاثيرة
تشتعل الحرائق الكبيرة
في الاعين الكبيرة
كيف تنام الوردة الحمراء في الضفيرة
كنا عرفنا لذة الضياع في الشوارع
وجوهنا تحت المطر ..
ثيابنا تحت المطر
كنا رأينا في مغارات الغجر
كيف يكون الهمس بالاصابع
والبوح ، والعتاب ، بالأصابع
وكيف للحب هنا ..
طعم البهار اللاذع ..
لو كنت في مدريد في رأس السنة
كنا ذهبنا آخر الليل للكنيسة
كنا حملنا شمعنا .. وزيتنا
بيد السلام والمحبة
كنا شكونا حزننا اليه.
كنا ارحنا رأسنا لديه
لعله في السنة الجديدة
ايتها الحبيبة البعيدة
يجمعني اليك بعد غربة
في منزل ، جدرانه محبة
وخبزه محبة ..
لو كنت في مدريد في رأس السنة
كنا ملأنا المدخنة
عرائسا ملونة ..
لطفلة دافئة العيون
نعيش ياحبيبي بوهمها ..
من قبل ان تكون ..
نبحث ياحبيبتي عن اسمها
من قبل ان تكون ..
كنا صنعنا تختها الصغير من ظنون
تختا من الاحلام .. والقطيفة الملونة
تنام فيها – ربما – بعد سنة ..
لو كنت في مدريد في رأس السنة.
-نزار قباني-